فصل: باب ما جاء في فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


  باب ما جاء في فضل عتبة بن غزوان رضي الله عنه

تقدم في غزوة بدر‏:‏ أنه فيمن شهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

15685- عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال‏:‏ عتبة بن غزوان يكنى‏:‏ أبا عبد الله، وقيل‏:‏ أبو غزوان، وكان طويلاً جميلاً مات سنة سبع عشرة وهو متوجه إلى البصرة في المرة الثانية، ودفن في بعض المياه، وهو ابن خمس وخمسين سنة، حليف بني نوفل بن عبد مناف‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات‏.‏

15686- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ توفي عتبة بن غزوان سنة سبع عشرة بطريق البصرة عاملاً لعمر بن الخطاب، وسنه سبع وخمسون سنة‏.‏ وقيل‏:‏ مات سنة عشرين، وهو الذي مصر البصرة، واختط بها المنازل وبنى مسجدها، وهو الذي افتتح الأُبُلَّة وكانت ولايته البصرة ستة أشهر ولاه إياها عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

  باب ما جاء في فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه

15687- قال الطبراني‏:‏ سعد بن معاذ الأنصاري ثم الأشهلي بدري أحدي، يكنى أبا عمرو، استشهد يوم الخندق‏.‏

وقد تقدم بأسانيده في غزوة بدر‏.‏

15688- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء سعد بن معاذ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هذا سيدكم‏"‏‏.‏

رواه البزار الطبراني وفيه صدقة بن عبد الله السمين، وهو ضعيف وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15689- وعن الماجشون قال‏:‏ قال سعد بن معاذ‏:‏ ثلاث أنا عما سواهن ضعيف‏:‏ ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا علمت أنه حق، ولا صليت صلاة فحدثت نفسي بغيرها حتى أنفتل عنها، ولا تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما إياه قائلة ويقال لها‏.‏

15690- وفي رواية‏:‏ ولا حضرت ميتاً إلا حدثت نفسي بما يقول ويقال له‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين أحدهما عن أبي سلمة مرسلاً، والآخر عن الماجشون منقطعاً، وفي إسناده من لم أعرفه‏.‏

15691- وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لقد نزل لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه سبعون ألف ملك ما وطئوا الأرض قبلها‏"‏‏.‏

وقال حين دفن‏:‏ ‏"‏سبحان الله لو انفلت أحد من ضغطة القبر لانفلت منها سعد‏"‏‏.‏

رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح‏.‏

15692- وعن رميثة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - ولو شئت أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي منه لقبلت - وهو يقول لسعد بن معاذ يوم مات‏:‏ ‏"‏اهتز له عرش الرحمن‏"‏‏.‏

رواه أحمد بنحوه، والطبراني واللفظ له في الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح غير شيخه وهو ثقة‏.‏

15693- وعن عائشة قالت‏:‏ قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة وكان غلمان من الأنصار تلقوا أهليهم فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل

يبكي فقلت‏:‏ غفر الله لك، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك من السابقة والقدم ما لك، تبكي على امرأة‏؟‏ فكشف عن رأسه وقال‏:‏ صدقت لعمري حقي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال‏.‏ قالت‏:‏ قلت له‏:‏ ما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ‏"‏‏.‏

قالت‏:‏ وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

هكذا رواه أحمد‏.‏

15695- ورواه الطبراني عن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر نزل ذا الحليفة فخرج إليهم الصبيان فيخبرونهم عن أهليهم، فأخبر أسيد بن حضير بموت امرأته فبكى، فقيل له‏:‏ أتبكي‏؟‏ فقال‏:‏ وما لي لا أبكي وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

رواه الطبراني‏.‏

‏"‏إن العرش اهتزت أعواده لموت سعد ابن معاذ‏"‏‏.‏

وأسانيدها كلها حسنة‏.‏

15696- وعن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت‏:‏ لما توفي سعد بن معاذ صاحت أمه، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ليرقأ ‏(‏لينقطع‏)‏ دمعك ويذهب حزنك، فإن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش‏"‏‏.‏

رواه الطبراني إلا أنه قال‏:‏ عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت‏:‏ لما أخرج بجنازة سعد بن معاذ صاحت أمه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ليرقأ دمعك ويذهب حزنك‏"‏‏.‏

والباقي بنحوه ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15697- وعن معيقيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏اهتز العرش لموت سعد بن معاذ‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عمرو بن ملك العنبري وثقه ابن حبان وقال‏:‏ يغرب، وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15698- وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال‏:‏ مرت جنازة سعد بن معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لقد اهتز له العرش‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه يعقوب بن محمد الزهري، وقد ضعفه الجمهور ووثق على ضعفه، وصالح بن محمد بن صالح التمار لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15699- وعن عائشة قالت‏:‏ لما مات سعد بن معاذ بكى أبو بكر وبكى عمر رضي الله عنهما حتى عرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر، وبكاء عمر من بكاء أبي بكر، فقلت لعائشة‏:‏ هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي‏؟‏ قالت‏:‏ لا ولكنه كان يقبض على لحيته صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف‏.‏

15700- وعن عائشة قالت‏:‏ رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جنازة سعد بن معاذ ودموعه تحادر على لحيته‏.‏

رواه الطبراني، وسهل أبو حريز ضعيف‏.‏

15701- وعن عطارد‏:‏ أنه أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب ديباج كساه إياه كسرى، فدخل أصحابه فقالوا‏:‏ أنزلت عليك من السماء‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏وما تعجبون من ذا‏؟‏ لمنديل

من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏يا غلام اذهب به إلى أبي جهم بن حذيفة وقل له يبعث إلي بالخميصة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وهو ثقة‏.‏

15702- وعن أنس أن أكيدر الدومة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة سندس، فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتعجب الناس منها فقال‏:‏ ‏"‏أتعجبون من هذه‏!‏ فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها‏"‏‏.‏ ثم أهداها إلى عمر فقال‏:‏ يا رسول الله تكرهها وألبسها‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏يا عمر إنما أرسلت بها إليك لتبعث بها وجهاً فتصيب بها مالاً‏"‏‏.‏ وذلك قبل أن ينهى عن الحرير‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار بعثها إلى عمر إلى آخره‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15703- وعن عائشة قالت‏:‏ ثلاثة من الأنصار كلهم من بني عبد الأشهل لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وهو ثقة‏.‏

  باب فضل سعد بن الربيع رضي الله عنه

15704- عن أم سعد بنت سعد بن الربيع أنها دخلت على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فألقى لها ثوباً حتى جلست عليه فدخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال‏:‏ يا خليفة رسول الله من هذه‏؟‏ قال‏:‏ هذه بنت من هو خير مني ومنك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجل قبض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏تبوأ مقعده من الجنة‏]‏ وبقيت أنا وأنت‏.‏

رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد وهو ضعيف‏.‏

  باب ما جاء في أسيد بن حضير رضي الله عنه

15705- قد روى الطبراني‏:‏ أنه شهد العقبة وهو نقيب بدري‏.‏ وقد تقدم‏.‏

15706- عن عائشة أنها قالت‏:‏ كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس، وكان يقول‏:‏ لو أكون فيما أكون من حال من أحوال ثلاثة لكنت من أهل الجنة، وما شككت في ذلك حين أقرأ القرآن، وحين أسمعه يقرأ، وإذا سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا شهدت جنازة، وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها، وما هي صائرة إليه‏.‏

رواه الطبراني وأحمد بنحوه ورجاله وثقوا‏.‏ وقد تقدم حديث في فضله في آخر مناقب سعد بن معاذ‏.‏

15707- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ توفي أسيد بن حضير ويكنى‏:‏ أبا يحيى سنة عشرين، وحمله عمر بين أعواد السرير حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه رضي الله عنه‏.‏

رواه الطبراني، وروى عن الواقدي بعضه وإسنادهما منقطع‏.‏

  باب فضل معاذ بن جبل رضي الله عنه

وقد تقدم نسبه فيمن شهد بدراً‏.‏

15708- عن معاذ بن جبل‏:‏

أنه كان مريضاً فبصق عن يمينه أو أراد أن يبصق عن يمينه فقال‏:‏ ما بصقت عن يميني منذ أسلمت‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15709- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ إن معاذاً كان أمة قانتاً لله حنيفاً مسلماً، ولم يك من المشركين‏.‏

فقال بعض جلسائه‏:‏ إن إبراهيم قال‏:‏ لم أنس، ثم قال‏:‏ أتدرون ما الأمة‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، قال‏:‏ الذي يعلم الناس الخير‏.‏

قال‏:‏ هل تدرون ما القانت‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، قال‏:‏ المطيع لله عز وجل‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حجاج بن إبراهيم وهو ثقة‏.‏

15710- وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏خذوا القرآن من أربعة‏:‏ من أبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

15711- وعن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏معاذ بن جبل إمام العلماء برتوة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً وفيه محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15712- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ سمعت مالك بن أنس يقول‏:‏ مات سعد بن معاذ وهو ابن ثمان وعشرين سنة وقائل يقول‏:‏ ابن اثنتين وثلاثين سنة‏.‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏معاذ إمام العلماء برتوة‏"‏‏.‏

قال ابن بكير‏:‏ الرتوة‏:‏ المنزلة‏.‏

رواه الطبراني منقطع الإسناد‏.‏

15713- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ توفي معاذ بن جبل في طاعون عمواس سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع‏.‏

15714- وعن سعيد بن المسيب قال‏:‏ قبض معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً وفيه علي بن زيد وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15715- وعن يحيى بن سعيد قال‏:‏ توفي معاذ بن جبل وهو ابن ثمان وعشرين سنة، والذي يرفع في نسبه يقول‏:‏ اثنتين وثلاثين‏.‏

رواه الطبراني منقطع الإسناد وإسناده حسن‏.‏

  باب ما جاء في فضل أبي بن كعب رضي الله عنه

15716- قلت‏:‏ قد روى الطبراني‏:‏ أنه قد شهد بدراً‏.‏

15717- وعن أبي حبة البدري قال‏:‏ لما نزلت‏:‏ ‏{‏لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب‏}‏ إلى آخرها، قال جبريل‏:‏

يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تقرئها أُبياً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي‏:‏ ‏"‏إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ إني قد ذُكرت ثم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ فبكى أُبي‏.‏

رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15718- وعن أبي بن كعب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا أبا المنذر إني أُمرت أن أقرأ عليك القرآن‏"‏‏.‏ قال‏:‏ بالله آمنت، وعلى يديك أسلمت، ومنك تعلمت، قال‏:‏ فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم القول، فقال‏:‏ يا رسول الله وذُكرت هناك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فاقرأ إذاً يا رسول الله‏.‏

15719- وفي رواية‏:‏ قال أُبي‏:‏ عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فقال‏:‏

‏"‏أمرني جبريل أن أعرض عليك القرآن‏"‏‏.‏

15720- وفي رواية‏:‏ قال أُبي‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أُمرت أن أقرئك القرآن‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه الترمذي باختصار‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط بأسانيد، ورجال الرواية الأولى وثقوا‏.‏

15721- وقد تقدم في فضل معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏خذوا القرآن من أربعة‏:‏ من أبي بن كعب‏"‏‏.‏

15722- وعن عامر الشعبي قال‏:‏

جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة من الأنصار‏:‏ زيد بن ثابت وأبو زيد ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبادة وأبي بن كعب، وكان جارية بن مجمع قد قرأه إلا سورة أو سورتين‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً وفيه إبراهيم بن محمد بن عثمان الحضرمي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15723- وعن مسروق قال‏:‏ كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة‏:‏ عمر وعلي وعبد الله وأبي وزيد وأبو موسى‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15724- وعن عتي السعدي قال‏:‏ رأيت أُبي بن كعب أبيض الرأس واللحية ما خضب‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15725- وعن زر بن حبيش قال‏:‏ كانت في أُبي بشاشة شرابه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن كناسة وهو ثقة‏.‏

15726- وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال‏:‏ مات أبي بن كعب في خلافة عمر سنة ثنتين وعشرين ‏[‏ويقول بعضهم‏:‏ في خلافة عثمان رضي الله عنه‏]‏، وقائل يقول‏:‏ سنة ثلاثين في خلافة عثمان‏.‏

15727- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ توفي أُبي بن كعب رضي الله عنه يكنى أبا المنذر بالمدينة سنة ثنتين وعشرين‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع من ابن نمير‏.‏

  باب فضل أبي طلحة رضي الله عنه

15728- عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة‏"‏‏.‏

15729- وفي رواية‏:‏ ‏"‏لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح‏.‏

152730- وعن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية‏:‏ ‏{‏انفروا خفافاً وثقالاً‏}‏ فقال‏:‏ ألا أرى ربي يستنفرني ‏[‏شاباً وشيخاً جهزوني، فقال له بنوه‏:‏ قد غزوت‏]‏ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض، وغزوت مع أبي بكر حتى مات، وغزوت مع عمر، فنحن نغزوا عنك‏.‏ فقال‏:‏ جهزوني، فركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15731- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ خرج أبو طلحة غازياً في البحر، فمات في السفينة، فلم يجدوا له مكاناً

يدفنونه فيه، فانتظروا به ستة أيام حتى وجدوا له بعد سبع مكاناً يدفنونه فيه، ولم يتغير كما هو‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15732- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ توفي أبو طلحة زيد بن سهل سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وسنه سبعون سنة‏.‏

رواه الطبراني وهو منقطع الإسناد‏.‏

15733- وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال‏:‏ مات أبو طلحة زيد بن سهل سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان بن عفان، ومات وهو ابن سبعين سنة، وقيل‏:‏ إن أبا طلحة مات سنة اثنتين وثلاثين‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع من ابن نمير‏.‏

  باب فضل حارثة بن النعمان رضي الله عنه

15734- عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدراً من الأنصار ثم من بني النجار‏:‏ حارثة بن النعمان، وهو الذي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع جبريل عند المقاعد‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً ورجاله ثقات‏.‏

15735- وعن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدراً‏:‏ حارثة بن نعمان بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات‏.‏

15736- وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت‏:‏ من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ حارثة بن النعمان، كذاكم البر، كذاكم البر‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15737- وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن حارثة بن النعمان قال‏:‏ مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل جالس في المقاعد، فسلمت عليه ثم أجزت، فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏هل رأيت الذي كان معي‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏إنه جبريل صلى الله عليه وسلم وقد رد عليك السلام‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15738- وعن موسى بن عقبة قال‏:‏ حدثني أبو سلمة عن الرجل الذي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يناجي جبريل صلى الله عليه وسلم، فزعم أبو سلمة أنه تجنب أن يدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم تخوفاً أن يسمع حديثه، فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ رأيتك تناجي رجلاً فخشيت أن تكره أن أدنو منكما، قال‏:‏ ‏"‏فهل تدري من الرجل‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ ‏"‏جبريل عليه السلام، ولو سلمت لرد السلام‏"‏‏.‏

وقد سمعت من غير أبي سلمة أنه حارثة بن النعمان‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15739- وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن حارثة بن النعمان قال‏:‏ مررت

على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل في المقاعد، فسلمت عليه ثم أجزت، فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏هل رأيت الذي كان معي‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏إنه جبريل صلى الله عليه وسلم وقد رد عليك السلام‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

15740- وعن موسى بن عقبة قال‏:‏ حدثني أبو سلمة عن الرجل الذي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يناجي جبريل عليه السلام، فزعم أبو سلمة أنه تجنب أن يدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم تخوفاً أن يسمع حديثه، فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ رأيتك تناجي رجلاً فخشيت أن تكره أن أدنو منكما، قال‏:‏ ‏"‏فهل تدري من الرجل‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ ‏"‏جبريل صلى الله عليه وسلم، ولو سلمت لرد السلام‏"‏‏.‏

وقد سمعت من غير أبي سلمة أنه حارثة بن النعمان‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15741- وعن ابن عباس قال‏:‏ مر حارثة بن النعمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل صلى الله عليه وسلم يناجيه، فمر ولم يسلم، فقال جبريل عليه السلام‏:‏ ما منعه أن يسلم‏؟‏ إنه لو سلم لرددت عليه‏.‏ ثم قال‏:‏ أما إنه من الثمانين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وما الثمانون‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يفر الناس عنك غير ثمانين فيصبرون معك، رزقهم وزرق أولادهم على الله في الجنة‏.‏ فلما رجع حارثة سلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا سلمت حين مررت‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ رأيت معك إنساناً فكرهت أن أقطع حديثك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ورأيته‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ذاك جبريل صلى الله عليه وسلم، وقد قال‏"‏‏.‏ فأخبره بما قال جبريل عليه السلام‏.‏

رواه الطبراني والبزار بنحوه وإسناده حسن رجاله كلهم وثقوا وفي بعضهم خلاف‏.‏

  باب في عمرو بن الجموح رضي الله عنه

15742- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا معشر الأنصار من سيدكم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ جد بن قيس، وإنا لنبخله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ليس سيدكم، ولكن سيدكم عمرو بن الجموح وكان سخياً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف‏.‏

15743- عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من سيدكم يا بني سلمة‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ الجد بن قيس على أنا نبخله، قال‏:‏ ‏"‏بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وكان عمرو بن الجموح يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير حميد بن الربيع وثقه عثمان بن أبي شيبة وابن حبان وغيرهما وضعفه جماعة‏.‏

15744- وعن كعب بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من سيدكم يا بني سلمة‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ الجد بن قيس على أنا نبخله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وأي داء أدوأ من البخل، بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني‏.‏

15745- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا بني سلمة من سيدكم اليوم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ الجد بن قيس ولكنا نبخله، قال‏:‏ ‏"‏وأي داء أدوأ من البخل، ولكن سيدكم عمرو بن الجموح‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، وفيه إبراهيم بن يزيد المكي وهو متروك‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في كتاب الزكاة في البخل والسخاء‏.‏

15746- وعن أبي قتادة أنه حضر ذلك قال‏:‏ أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة - وكانت رجله عرجاء - ‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ فقتلوه يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏كأني أنظر إليه يمشي برجله هذه صحيحة في الجنة‏"‏‏.‏ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن نصر الأنصاري وهو ثقة‏.‏

  باب ما جاء في بشر بن البراء بن معرور رضي الله عنه

15747- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من سيدكم يا بني عبيد‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ الجد بن القيس على أن فيه بخلاً، قال‏:‏ ‏"‏فأي داء أدوأ من البخل‏؟‏ بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار، وفيه سعد بن محمد الوراق وهو متروك‏.‏

15748- وعن كعب بن ملك‏؟‏‏؟‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من سيدكم يا بني سلمة‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ جد بن قيس على أنا نزنه ‏(‏نتهمه‏)‏ بالبخل، فقال‏:‏

‏"‏وأي داء أدوأ من البخل‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ فمن سيدنا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بشر بن البراء بن معرور‏"‏‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير شيخي الطبراني ولم أر من ضعفهما‏.‏

15749- وعن ابن شهاب فيمن شهد العقبة من الأنصار ثم من بني سلمة‏:‏ بشر بن البراء بن معرور، وهو ‏[‏الذي‏]‏ أكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة التي سم فيها يوم خيبر‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً وإسناده حسن‏.‏ قلت‏:‏ وله طرق ذكرتها في مواضعها‏.‏

  باب في عبد الله بن رواحة رضي الله عنه

15750- عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏رحم الله أخي عبد الله بن رواحة، كان أينما أدركته الصلاة أناخ‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15751- عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس يوم الجمعة على المنبر، فلما جلس قال‏:‏ ‏"‏اجلسوا‏"‏‏.‏ فسمع عبد الله بن رواحة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اجلسوا‏"‏‏.‏ فجلس في بني غنم، قيل‏:‏ يا رسول الله ذاك

ابن رواحة جالس في بني غنم سمعك وأنت تقول للناس‏:‏ ‏"‏اجلسوا‏"‏‏.‏ فجلس في مكانه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف‏.‏

  باب ما جاء في أبي اليسر كعب بن عمرو رضي الله عنه

15752- عن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من الأنصار ثم من بني الخزرج‏:‏ أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غنم بن ‏[‏سواد بن غنم‏]‏ بن كعب بن سلمة بن علي‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات‏.‏

15753- وعن أبي اليسر كعب بن عمرو قال‏:‏ والله إني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر عشية، إذ أقبلت غنم لرجل من اليهود تريد حصنهم، ونحن محاصروهم، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من ‏[‏رجل‏]‏ يطعمنا من هذه الغنم‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ أنا يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏فافعل‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فخرجت أشتد مثل الظليم ‏(‏ذكر النعام‏)‏ فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم مولياً قال‏:‏ ‏"‏اللهم أمتعنا به‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن، فأخذت شاتين من أخراها فاحتضنتهما تحت يدي، ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء حتى ألقيتهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذبحوهما وأكلوهما‏.‏

فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاكاً، فكان إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال‏:‏ أمتعوا بي لعمري حتى كنت آخرهم‏.‏

رواه أحمد عن بعض رجال بني سلمة عنه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15754- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ توفي أبو اليسر كعب بن عمرو سنة خمس وخمسين بالمدينة وهو آخر من مات من أهل بدر‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15755- وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال‏:‏ مات أبو اليسر كعب بن عمرو سنة خمس وخمسين بالمدينة‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

 باب ما جاء في عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري رضي الله عنه

15756- عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنهما قال‏:‏ أمر أبي بحريرة فصنعت، ثم أمرني فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي‏:‏ ‏"‏ما هذا يا جابر، ألحم ذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا يا رسول الله ولكن أبي أمرني بحريرة فصنعتها، ثم أمرني فحملتها‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ضعها‏"‏‏.‏ فأتيت أبي فقال‏:‏ ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قلت‏:‏ قال لي‏:‏ ‏"‏ما هذا يا جابر‏؟‏ ألحم‏؟‏‏"‏‏.‏ قال أبي‏:‏ أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو أحسب - يشتهي اللحم‏.‏ فقام إلى داجن فذبحها، ثم أمر بها فشويت، ثم أمرني فأتيت بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏جزاكم الله معشر الأنصار خيراً، ولا سيما آل عمرو بن حرام وسعد بن عبادة‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

15757- وعن عائشة أم المؤمنين قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر‏:‏

‏"‏ألا أبشرك يا جابر‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ بلى يا رسول الله بالخير، قال‏:‏ ‏"‏إن الله أحيا أباك فأقعده بين يديه فقال‏:‏ تمن علي ما شئت أعطيكه، قال‏:‏ يا رب ما عبدناك حق عبادتك، أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا فأقاتل مع نبيك فأقتل مرة أخرى فقال له‏:‏ قد سلف مني إنك إليها لا ترجع‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه الترمذي باختصار‏.‏

رواه الطبراني والبزار من طريق الفيض بن وثيق، عن أبي عبادة الزرقي وكلاهما ضعيف‏.‏

15758- وعن جابر قال‏:‏ استشهد أبي وعمي وعلى أبي دين، فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏يا جابر ألا أبشرك ببشارة من الله ورسوله‏؟‏ إن الله تبارك وتعالى أحيا أباك وعمك فعرض عليهما، وسألا ربهما أن يردهما إلى الدنيا، فقال‏:‏ أبعد ما قضيت في الكتاب أنهم إليها لا يرجعون‏؟‏‏!‏‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه الترمذي وغيره خالياً عن ذكر عمه‏.‏

رواه الطبراني وفيه حماد بن عمرو وهو كذاب‏.‏

 باب في عبد الله بن عبد الله بن أبي رضي الله عنه

15759- عن أسامة بن زيد قال‏:‏ لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني المصطلق، قام ابن عبد الله بن أبي فسل على أبيه السيف وقال‏:‏ لله علي ألا أغمده حتى تقول‏:‏ محمد الأعز وأنا الأذل، قال‏:‏ ويلك محمد الأعز وأنا الأذل‏!‏ فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبه وشكرها له‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف‏.‏

15760- وعن عبد الله بن عبد الله بن أبي أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل أباه، قال‏:‏ ‏"‏لا تقتل أباك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن عروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن عبد الله بن أبي‏.‏

15761- وعن أبي هريرة قال‏:‏ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أبي وهو في ظل أطم فقال‏:‏ غبر علينا ابن أبي كبشة، فقال ابنه عبد الله بن عبد الله‏:‏ يا رسول الله والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأسه، فقال‏:‏

‏"‏لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

 باب ما جاء في عمارة بن حزم رضي الله عنه

15762- عن شباب قال‏:‏ عمارة بن حزم بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار، وأمه أم إخوته عمرو ومعمر بنو حزم‏:‏ خالدة بنت أنس بن شيبان بن وهب بن لوذان بن عمرو بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15763- وعن شباب أيضاً قال‏:‏ شهد عمارة بن حزم العقبة وبدراً وأحداً والمشاهد كلها‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15764- وعن عروة في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني مالك بن النجار‏:‏ عمارة بن حزم‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً وإسناده حسن‏.‏

15765- وعن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني النجار‏:‏ عمارة بن حزم بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق وثقوا، ونسبه عن ابن إسحاق في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار عمارة بن حزم‏.‏

 باب في قتادة بن النعمان رضي الله عنه

15766- عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من الأنصار ثم من الأوس ثم من بني ظفر‏:‏ قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب - وكعب ظفر - بن الخزرج بن عمرو بن الأوس‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات‏.‏

15767- وعن قتادة بن النعمان قال‏:‏

خرجت ليلة من الليالي مظلمة فقلت‏:‏ لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت معه الصلاة وآنسته بنفسي‏.‏ ففعلت، فلما دخلت المسجد برقت السماء، فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏يا قتادة ما هاج عليك‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ أردت بأبي وأمي أن أؤنسك، قال‏:‏ ‏"‏خذ هذا العرجون فتخصر به فإنك إذا خرجت أضاء لك عشراً أمامك وعشراً خلفك‏"‏‏.‏ ثم قال لي‏:‏ ‏"‏إذا دخلت بيتك رأيت مثل الحجر الأخشن في أستار بيتك فإن ذلك شيطان‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فخرجت فأضاء لي، ثم ضربت مثل الحجر الأخشن حتى خرج من بيتي‏.‏

رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل تقدم في الصلاة في الساعة التي ترجى يوم الجمعة وفي الصلاة في جماعة‏.‏

ورواه البزار أيضاً، ورجال أحمد الذي تقدم في الصلاة رجال الصحيح‏.‏

15768- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ توفي قتادة بن النعمان ويكنى أبا عثمان في سنة ثلاث وعشرين، وصلى عليه عمر بن الخطاب، وسنه خمس وستون سنة، ونزل في قبره أبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة والحارث بن حزمة، ويقال‏:‏ خزمة‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

 باب في أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه

15769- عن أبي قتادة الحارث بن ربعي أنه حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم‏.‏

15770- وبسنده عن أبي قتادة قال‏:‏ أغار المشركون على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فركبت فأدركتهم فظفرت بهم وقتلت مسعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآني‏:‏ ‏"‏أفلح الوجه، اللهم اغفر له‏"‏‏.‏ - ثلاثاً - ونفلني سلب مسعدة‏.‏

 باب ما جاء في قتادة بن ملحان رضي الله عنه

15771- عن أبي العلاء بن عمير قال‏:‏ كنت عند قتادة بن ملحان حيث حضر، فمر الرجل في أقصى الدار قال‏:‏ فأبصرته في وجه قتادة‏.‏

قال‏:‏ وكنت إذا رأيته كأن على وجهه الدهان، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح وجهه‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب ما جاء في محمد بن مسلمة رضي الله عنه

15772- عن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من الأنصار ثم من بني حارثة‏:‏ محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وكان حليفاً في بني عبد الأشهل‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات‏.‏

15773- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ توفي محمد بن مسلمة بالمدينة سنة ثلاث وأربعين، وسنه سبع وسبعون سنة‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15774- وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال‏:‏

مات محمد بن مسلمة في صفر سنة ثلاث وأربعين‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

 باب في عبادة بن الصامت رضي الله عنه

15775- عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ ‏"‏يا أبا الوليد‏"‏‏.‏

وهو بدري عقبي أحدي شجري نقيب‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15776- وعن عبادة بن الصامت أن معاوية قال لهم‏:‏ يا معشر الأنصار مالكم لا تلقوني مع إخوانكم من قريش‏؟‏ قال عبادة‏:‏ الحاجة، قال‏:‏ فهلا النواضح، قالوا‏:‏ أنضيناها يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15777- وعن محمد بن إسحاق قال‏:‏ عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15778- وعن مكحول قال‏:‏ كان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس يسكنان بيت المقدس‏.‏

رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف‏.‏

15779- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏

ومات عبادة بن الصامت بالشام من أرض فلسطين بالرملة، سنة أربع وثلاثين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

 باب ما جاء في خزيمة بن ثابت رضي الله عنه

15780- عن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرساً من سواء بن الحارث فجحده، فشهد له خزيمة بن ثابت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضراً‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ صدقك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقاً‏.‏ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله كلهم ثقات‏.‏

15781- وعن ابن شهاب عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري، خزيمة الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم له شهادة رجلين‏.‏

قال ابن شهاب‏:‏ فأخبرني عمارة بن خزيمة عن عمه - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - أن خزيمة بن ثابت رأى في النوم أنه يسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك، فاضطجع له رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد على جبهته‏.‏

رواه أحمد عن شيخه عامر بن صالح الزبيري وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات‏.‏

وقد تقدمت له طرق في التعبير‏.‏

 باب ما جاء في ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه

15782- عن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله والله لقد خشيت أن أكون هلكت، قال‏:‏ ‏"‏لم‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نهى الله المرء أن يحمد بما لم يفعل، وأجدني أحب الحمد ونهى الله عن الخيلاء، وأجدني أحب الجمال‏.‏

ونهى أن نرفع أصواتنا فوق صوتك، وأنا امرؤ جهير الصوت‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ألا ترضى أن تعيش حميداً، وتقتل شهيداً، وتدخل الجنة‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ بلى يا رسول الله‏.‏

فعاش حميداً، ومات شهيداً، يوم مسيلمة‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير مطولاً هكذا ومختصراً، ورجال المختصر ثقات، وفي رجال المطول شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ضعفه ابن حبان في ترجمة أبيه في الثقات هو وأخوه عبيد الله، وبقية رجاله ثقات ويعتضد بثقة رجال المختصر، ورواه من طريق إسماعيل بن ثابت أن ثابتاً قال‏:‏ يا رسول الله، وإسناده متصل ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل وهو ثقة تابعي سمع من أبيه‏.‏

15783- وعن ثابت بن قيس بن شماس قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي‏}‏ قعد ثابت في الطريق يبكي، فمر به عاصم بن عدي فقال‏:‏ ما يبكيك يا ثابت‏؟‏ قال‏:‏ أنا رفيع الصوت، وأنا أخاف أن تكون هذه الآية نزلت فيّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا بني أما

ترضى أن تعيش حميداً، وتقتل شهيداً، وتدخل الجنة‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ رضيت ببشرى الله ورسوله، لا أرفع صوتي أبداً على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فنزلت‏:‏ ‏{‏إن الذين يغضون أصواتهم‏}‏ لآية‏.‏

رواه الطبراني، وأبو ثابت بن قيس بن شماس لم أعرفه، ولكنه قال‏:‏ حدثني أبي ثابت بن قيس، فالظاهر أنه صحابي، ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة والله أعلم‏.‏

15784- وعن عطاء الخراساني قال‏:‏ قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني عن حديث ثابت بن قيس بن شماس، فأرشدوني إلى ابنته، فسألتها فقالت‏:‏ سمعت أبي يقول‏:‏ لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏إن الله لا يحب كل مختال فخور‏}‏ اشتد على ثابت وأغلق بابه عليه، وطفق يبكي، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه فسأله فأخبره بما كبر عليه منها، وقال‏:‏ أنا رجل أحب الجمال وأن أسود قومي، فقال‏:‏

‏"‏إنك لست منهم، بل تعيش بخير، وتموت بخير، ويدخلك الله الجنة‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فلما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول‏}‏ فعل مثل ذلك، فأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه، فأخبره بما كبر عليه وإنه جهير الصوت وإنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏بل تعيش حميداً، وتُقتل شهيداً، ويدخلك الله الجنة‏"‏‏.‏

فلما استنفر أبو بكر رضي الله عنه المسلمين إلى قتال أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب سار ثابت بن قيس فيمن سار، فلما لقوا مسيلمة وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة‏:‏ ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلا لأنفسهما حفرة، فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا‏.‏

قال‏:‏ وأري رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال‏:‏ إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعاً نفيسة، ومنزله في أقصى العسكر، وعند منزله فرس يستن في طوله، وقد أكفأ على الدرع برمة، وجعل فوق البرمة ‏(‏القدر‏)‏ رجلاً فائت خالد بن الوليد فليبعث إلى درعي فليأخذها، فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه‏:‏ أن عليَّ من الدَّين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق، وإياك أن تقول هذا حلم تضعيه‏.‏

قال‏:‏ فأتى خالد بن الوليد فوجه إلى الدرع فوجدها كما ذكر، وقدم على أبي بكر رضي الله عنه فأخبره، فأنفذ أبو بكر رضي الله عنه وصيته بعد موته، فلا نعلم أن أحداً جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس‏.‏

رواه الطبراني، وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها، وبقية رجاله رجال الصحيح، والظاهر أن بنت ثابت بن قيس صحابية فإنها قالت‏:‏ سمعت أبي، والله أعلم‏.‏

15765- وعن أنس أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد نشر أكفانه وتحنط، قال‏:‏ اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، وأعتذر مما صنع هؤلاء‏.‏ فقُتل، وكانت له درع فسرقت، فرآه رجل فيما يرى النائم فقال‏:‏ إن درعي في قدر تحت الكانون في مكان كذا وكذا، ووصاه بوصايا، فطلبوا الدرع فوجدوها وأنفذوا الوصايا‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح غير قصة الدرع‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15786- وعن عروة‏:‏

في تسمية من قتل يوم اليمامة من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج‏:‏ ثابت بن قيس بن شماس سنة ثنتي عشرة‏.‏

رواه الطبراني وهو مرسل وإسناده حسن‏.‏

 باب ما جاء في أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه

15787- عن أبي أيوب الأنصاري قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة، فسقطت على لحيته ريشة، فابتدر إليه أبو أيوب فأخذها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏نزع الله عنك ما تكره‏"‏‏.‏

رواه الطبراني، وفيه نائل بن نجيح وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه الدارقطني وغيره، وبقية رجاله ثقات إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبي أيوب‏.‏

15788- وعن أبي أيوب قال‏:‏ نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أول من نزل عليه‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح غير قوله‏:‏ وكنت أول من نزل عليه‏.‏

رواه الطبراني وفيه هياج بن بسطام التميمي وهو ضعيف‏.‏

15789- وعن ابن عباس أن أبا أيوب الأنصاري كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه حين هاجر، غزا أرض الروم فمر على معاوية رضي الله عنهما فجفاه، فانطلق ثم رجع من غزوته فجفاه ولم يرفع له رأساً، فقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنباني أنا سنرى بعده أثرة، قال معاوية‏:‏ فبم أمركم‏؟‏ قال‏:‏ أمرنا أن نصبر، قال‏:‏ اصبروا إذاً‏.‏

فأتى عبد الله بن عباس بالبصرة وقد أمره عليها علي رضي الله عنهما فقال‏:‏ يا أبا أيوب إني أريد أن أخرج لك عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر أهله فخرجوا وأعطاه كل شيء أغلق عليه الدار، فلما كان انطلاقه قال‏:‏ حاجتك‏؟‏ قال‏:‏ حاجتي عطائي وثمانية أعبد يعملون في أرضي، وكان عطاؤه أربعة آلاف، فأضعفها له خمس مرات، فأعطاه عشرين ألفاً، وأربعين عبداً‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15790- وفي رواية‏:‏ قدم أبو أيوب على معاوية - رحمهما الله - فشكا له أن عليه ديناً، قال‏:‏ فذكر الحديث بإسنادين‏.‏

ورجال أحدهما رجال الصحيح إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبي أيوب‏.‏

 باب ما جاء في أبي الدحداح رضي الله عنه

15791- عن أنس أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول الله إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أعطه إياها بنخلة في الجنة‏"‏‏.‏ فأبى، فأتاه أبو الدحداح فقال‏:‏ بعني نخلك بحائطي فأجعلها له فقد أعطتيكها‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كم من عذق رداح لأبي الدحداح‏"‏‏.‏ قال ذلك مراراً‏.‏

قال‏:‏ فأتى امرأته فقال‏:‏ يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة في الجنة، فقالت‏:‏ ربح البيع - أو كلمة تشبهها - ‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

15792- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ لما نزلت‏:‏ ‏{‏من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً‏}‏ قال أبو الدحداح‏:‏ يا رسول الله إن الله يريد منا القرض‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم يا أبا الدحداح‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أرنا يدك، قال‏:‏ فناوله يده، قال‏:‏ قد أقرضت ربي حائطي - وحائطه فيه ستمائة نخلة - فجاء يمشي حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه وعيالها، فنادى‏:‏ يا أم الدحداح، قالت‏:‏ لبيك، قال‏:‏ اخرجي فقد أقرضته ربي‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات ورجال أبي يعلى رجال الصحيح‏.‏

15793- وعن عبد الرحمن بن أبزي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي الدحداح يستقرضه، فلما جاءه الرسول قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بعث إلي يستقرضني‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فإني أشهد الله أن مالي في موضع كذا وكذا في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كم من عذق لأبي الدحداح في الجنة‏"‏‏.‏

 باب ما جاء في البراء بن مالك رضي الله عنه

15794- عن محمد بن سيرين أن أنس بن مالك دخل على البراء بن مالك وهو يقول الشعر فقال له‏:‏ أخي أما علمك الله ما هو خير من هذا‏؟‏ فقال له البراء‏:‏ أتخشى أن أموت على

فراشي‏؟‏ والله لا يكون ذلك أبداً بلاء الله إياي، فقد قتلت مائة من المشركين، منهم من تفردت بقتله، ومنهم من شاركت فيه‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو هلال الراسي، وضعفه جماعة وقد وثق، ومحمد بن سيرين لم يسمع من البراء بن مالك‏.‏

15795- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ استلقى البراء بن مالك على ظهره ثم ترنم، فقال له أنس‏:‏ اذكر الله أي أخي‏!‏ فاستوى جالساً وقال‏:‏ أي أنس أتراني أموت على فراشي وقد قتلت مائة من المشركين مبارزة سوى من شاركت في قتله‏؟‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15796- وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال‏:‏ بينما أنس بن مالك وأخوه البراء بن مالك عند حصن من حصون العدو، والعدو يلقون كلاليب في سلاسل محماة، فتعلق بالإنسان فيرفعونه إليهم، فعلق بعض تلك الكلاليب بأنس بن مالك فرفعوه حتى أقلوه من الأرض، فأتى أخوه البراء، فقيل له‏:‏ أدرك أخاك، وهو يقاتل الناس، فأقبل يسعى حتى نزا في الجدار، ثم قبض بيده على السلسلة وهي تدار، فما برح يجرهم ويداه تدخنان حتى قطع الحبل، ثم نظر إلى يديه فإذا عظامه تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم، أنجى الله عز وجل أنس بن مالك رضي الله عنه بذاك‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

 باب ما جاء في أنس بن مالك رضي الله عنه

15797- عن أنس بن مالك قال‏:‏

كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي حمزة‏.‏

قلت‏:‏ روى له الترمذي كناني ببقلة كنت أجتنيها‏.‏

رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف‏.‏

15798- وعن أنس قال‏:‏ كانت لي ذؤابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدها ويأخذ بها‏.‏

رواه الطبراني وإسناده جيد‏.‏

15799- وعن أنس قال‏:‏ إني لأرجو أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقول‏:‏ يا رسول الله خويدمك‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه الحكم بن عطية، وثقه أحمد وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15800- وعن ثابت قال‏:‏ كنت إذا أتيت أنساً يخبر بمكاني، فأدخل عليه، فآخذ بيديه فأقبلهما، وأقول‏:‏ بأبي هاتين اليدين التين مستا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبّل عينيه وأقول‏:‏ بأبي هاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أبي بكر المقدمي وهو ثقة‏.‏

15801- وعن قتادة قال‏:‏ لما مات أنس بن مالك قال مورق العجلي‏:‏ ذهب اليوم نصف العلم، فقيل‏:‏ وكيف ذاك يا أبا المغيرة‏؟‏ قال‏:‏ كان رجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا له‏:‏ تعال إلى من سمعه منه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15802- وعن جرير بن حازم قال‏:‏ قلت لشعيب بن الحبحاب‏:‏ متى مات أنس بن مالك‏؟‏ قال‏:‏ سنة تسعين‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15803- ووعن السري بن يحيى قال‏:‏ مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع‏.‏

 باب ما جاء في حذيفة بن اليمان رضي الله عنه

15804- عن حذيفة قال‏:‏ خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة، فاخترت الهجرة‏.‏

رواه البزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث‏.‏

 باب ما جاء في عبد الله بن سلام وولده يوسف رضي الله عنهما

15805- عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه أن عبد الله بن سلام قال لأحبار يهود‏:‏ إني أحدث بمسجد أبينا إبراهيم وإسماعيل عهداً، فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، فوافاهم وقد انصرفوا من الحج، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى والناس حوله، فقام مع الناس، فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏عبد الله بن سلام‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏ادن‏"‏‏.‏ فدنوت منه، قال‏:‏ ‏"‏أنشدك بالله

يا عبد الله بن سلام، أما تجدني في التوراة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت له‏:‏ انعت لنا ربنا، قال‏:‏ فجاء جبريل حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏{‏قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد‏}‏ فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن سلام‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ثم انصرف ابن سلام إلى المدينة فكتم إيمانه، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وأنا على نخلة أجزها ‏(‏أقطع تمرها‏)‏ فسمعت رجة في المدينة فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم‏.‏ قال‏:‏ فألقيت نفسي من أعلى النخلة، ثم خرجت أحضر ‏(‏أعدو‏)‏ حتى أتيته فسلمت عليه، ثم رجعت فقالت أمي‏:‏ والله لو كان موسى بن عمران عليه السلام ما كان كذلك تلقي نفسك من أعلى النخلة، فقلت‏:‏ والله لأنا أشد فرحاً بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم من موسى إذ بعث‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات‏.‏

15806- وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة فأكل منها، ففضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يجيء رجل من هذا الفج من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة‏؟‏‏"‏‏.‏ قال سعد‏:‏ وكنت تركت أخي عميراً يتوضأ، قال‏:‏ فقلت‏:‏ هو عمير، فجاء عبد الله بن سلام فأكلها‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة وفيه خلاف، وبقية رجالهم رجال الصحيح‏.‏

15807- وعن يوسف بن عبد الله بن سلام قال‏:‏

أجلسني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره ومسح على رأسي وسماني‏:‏ ‏"‏يوسف‏"‏‏.‏

رواه أحمد بأسانيد ورجال إسنادين منها ثقات‏.‏ ورواه الطبراني بنحوه وقال‏:‏ ودعا لي بالبركة‏.‏